تطلعات شباب الابتعاث- حوارات جريئة حول مستقبل الوطن ورؤية 2030

المؤلف: حمود أبو طالب08.06.2025
تطلعات شباب الابتعاث- حوارات جريئة حول مستقبل الوطن ورؤية 2030

لدينا شريحة واسعة من شبابنا المتواجدين خارج حدود الوطن، سواء كانوا جزءًا من برنامج الابتعاث المرموق أو ممن اختاروا الاستقرار في الخارج لأسباب جمة ومتباينة. إلا أنهم جميعًا يتابعون باهتمام بالغ التغيرات الجوهرية والمصيرية التي تشهدها المملكة، ويحرصون أشد الحرص على استقصاء الحقائق والتفاصيل الدقيقة لكل ما يجري، انطلاقًا من شعورهم بالمسؤولية كمواطنين أولًا، وإحساسهم بالبعد النسبي عن مركز صنع القرار الوطني، رغم وفرة وسائل الاتصال وتدفق الأخبار عبر المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام الحديثة. ربما يعود ذلك إلى إدراكهم بأن بعض الجوانب الهامة لا تنقلها تلك الوسائل الإعلامية بشكل كامل أو دقيق. وإذا أخذنا في الاعتبار أنهم يعيشون في بيئة إعلامية أجنبية قد تحرف المعلومات أو تزرع الشكوك عمدًا بشأن وطنهم، فإنهم يتوقون إلى استقاء الحقيقة من مصادر موثوقة داخل المملكة.

الدكتور «رائد بن زومة»، وهو طالب دكتوراه يدرس في الولايات المتحدة، تحديدًا في فيرفاكس بولاية فرجينيا، حوّل منزله إلى منتدى أسبوعي يجمع نخبة من طلاب الدراسات العليا المتميزين في شتى المجالات العلمية والنظرية. لطالما سعدت بتبادل الآراء مع هؤلاء الشباب الواعد، ولكن هذه المرة وجدتهُم يضعونني تحت دائرة الضوء لفترة طويلة، وكأنني أخضع للاستجواب أمام لجنة تحقيق موسعة. والسبب في ذلك بسيط: كوني كاتب رأي، ولكونهم على علم بأنني كنت ضمن مجموعة من الكتاب الذين تشرفوا بلقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قبل الإعلان عن الميزانية، حيث تبادلنا وجهات النظر حول تفاصيل برنامج التحول ورؤية المملكة الطموحة وغيرها من القضايا الحيوية. انهالت الأسئلة الذكية والمتعمقة من الجميع، وبكل أمانة وصدق ومسؤولية وشفافية، حاولت أن أنقل لهم الصورة الحقيقية لما دار في ذلك اللقاء المثمر، وأن أشاركهم انطباعاتي الإيجابية التي تبعث على الاطمئنان، على الرغم من أن بعض الأسئلة لا تزال عالقة وتستدعي البحث عن إجابات شافية.

هؤلاء الشباب يكنون حبًا عميقًا لوطنهم، ولكنهم في هذه المرحلة بالذات يحتاجون إلى تواصل فعال ومبتكر، يختلف عن الأساليب التقليدية التي اعتاد عليها العديد من المسؤولين. لقد تجاوزوا مرحلة الاقتناع بالتسويق المجاني لأي مشروع وطني دون فهم الأبعاد الحقيقية والأهداف المرجوة منه. إن التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة تتطلب بالضرورة أن تصل إلى جميع الشباب في الداخل والخارج بشفافية تامة وبطرق تحترم عقولهم وتطلعاتهم، لكي لا يترك فراغًا يتم استغلاله لنشر معلومات مضللة أو مغرضة وغير دقيقة. لذلك، نحن في أمس الحاجة إلى برنامج إعلامي حديث وغير تقليدي، يواكب الأحداث المتسارعة في الوطن بقوة وفاعلية، وهذا ما نقلناه إلى سمو الأمير، وهو ما ينتظره الجميع بفارغ الصبر.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة